الكاتب / د.محمد شاطر
يقول الله تعالى في كتابه العزيز "مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا"، نزلت هذه الآية في أنس بن النضر، وطلحة بن عبيدالله -رضي الله عنهما حيث أنهما لم يكونا من أهل بدر فأخذا على نفسيهما عهدًا إن شهِدا يوماً كبدر لَيَرَيَّنَّ الله من نفسيهما، فلما جاءت أُحُد صدَقا الله فصدَقهما حيث استُشهِد أنس بن النضر وقد وجدوا في جسده نيِّفاً وثمانين طعنة برمح وضربة بسيف.
وفي هذه الآية وهذا الموقف نموذج للثبات والاستمرار على العهد برسوخ الإيمان في القلب بما يضاهي رسوخ الجبال الذي لا يتزعزع أبدًا، فكان منهم من استشهد ومنهم من لايزال على قيد الحياة ثابتًا على الحق يقدم ويبذل لهذا الدين حتى يلقى الله سبحانه وتعالى.
إن ثبات المؤمنين هو حجر العثرة الذي تكسرت عليه كل محاولات هدْم الدين. والتمسك بقيم الإسلام ومبادئه هو ما يؤرِّق مضاجع أعدائه، فمعالم الطريق لأهل الإيمان واضحة منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا، يعلمون أن الطريق شاق محفوف بالمكاره، وعلى جوانبه الفتن والابتلاءات والصوارف الكثيرة "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ". وبذلك يميِّز الله تعالى الخبيث من الطيب ويُمَحِّص القلوب المؤمنة التي تحمل مشعل هذا الدين سراجًا منيرًا للعالمين.
وقد علِم أهل الثبات على الطريق أن الفوز والنجاة هما لمن أكمل المسير واستمر على العهد وأوفى بالوعد، إذ يبشر الله عباده بإحدى الحسنيين أو كليهما.. فإما الشهادة والجنة وإما النصر، ويعقبهما الجنة لعباد الله المستمسكين بحبله المتين.. "قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ". وعلى الجانب الآخر يتربص المؤمنون بأعدائهم أن يُخْزِيَهم الله بالهزيمة في الدنيا ثم العذاب في الآخرة.. "وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ".
إن الطريق صعب والفتن كثبرة ولكن ثباتكم على المبدأ يأتي معه النصر والفرج لا محالة وإنْ طالت الأيام وبعُدت الشُّقة وتعددت العقبات، فلا تتخلفوا عن ركْب الإيمان وانتظروا الفرح الذي وعدكم الله به " وَیَوۡمَئذ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ بِنَصۡرِ ٱللَّهِ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیم، وَعۡدَ ٱللَّهِ لَا یُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ".
هذه إحدى القواعد الفقهيّة الّتي يكثر تداولها في كتب الفقه ومصادره، ومفادها أنّ كلّ وسيلة لا يُتوصّل إلى فِعْل الواجب إلاّ بها فهي واجبة، لأنّ إيجاد الفعل المأمور به إذا توقّف على إيجاد شيء آخر كان هذا الشّيء واجباً، وكما أنّ وسيلة المحرّم محرّمة فكذل...
سورة يوسف سماها الله أحسن القَصص لأنها تضمَّنت من الأحداث ما يظنه الواحد منا لأول وهلة أنها مصائب ومحِن، غير أن المتأمل في نتائجها يجد أنَّ رحمة الله الرحمن الرحيم تتجلى في ثنايا هذه المحن، لتحيلها مِنَحاً وعطايا. قصة بدأت برؤيا، تم تعبيرها من قِبَل...
🔹 السؤال: رجل أشكل عليه موضوع فسأل عدداً من الفقهاء المتخصصين في علوم الشريعة، وكل واحد أجابه بجواب مختلف، فهل يجوز له أن يأخذ من أقوالهم أيسرها وأخَفِّها عليه؟ الجواب : إذا كنت قادراً على النظر في أدلة مَن أفتاك والترجيح بينها تبَعاً لقوة الدلي...
القيادة بمثابة الرأس للجسد؛ فهي القاطرة التي تقود المؤسسة أو الكيان إلى النجاح والتقدم، والتاريخ مليء بقيادات غيَّرت وجه التاريخ، وأولها بالطبع القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم، فإذا كانت القيادة بهذه الأهمية وهذا التأثير فلابد لها من مجموعة خصائص وم...
تشير بعض المصادر العلمية إلى أن السمكة المسماة سمكة المجداف عاشت على مدى زمني طويل جداً! وهي ذات أنف عجيب ويُعتقَد ان لديها القدرة على التنبؤ بالزلازل! ولملايين السنين كان نهر يانغتسي بالصين (وهو ثالث أطول أنهار العالم بعد النيل والأمازون) مأوى لأصن...
عندما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لتناول الطعام مرة وجد أن يد الصحابي الغلام (عمر بن أبي سلمة) رضي الله عنه تطيش في الإناء، فقال صلى الله عليه وسلم بكل هدوء ومن غير غضب أو زجْر بهدف تعليم الغلام وتعليم الأمة واحدة من أهم آداب تناول الطعام وخاصة ...